الربح من الانترنت

الذكاء الاصطناعي بين الماضي والحاضر والمستقبل… أهم الاستخدامات والتحديات

هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟ وهل يمكننا بسهولة أن نتقبل وجوده كمنافس قوي للذكاء البشري؟ وما هي أهم المجالات والتخصصات التي يدور حولها الذكاء الاصطناعي كابتكار تكنولوجي فائق القدرات؟

تساؤلات كثيرة تشغل المهتمين بعالم التكنولوجيا والأعمال حول هذا الدخيل وتأثيراته على سوق العمل في الكثير من المجالات؛ سنجيب عنها في نقاط موجزة في مقالنا عبر موقع فَكِّرْ.

فلم تكن هذه التقنيات وليدة اليوم أو الأمس؛ فهي مجموعة متكاملة من الأدوات التي ظل العمل عليها لسنوات وعقود، إلا أن الأمر أصبح جليًا مع اقتحام أدوات AI لكثير من مجالات العمل مثل إنشاء المحتوى بأشكاله المكتوبة والمرئية والبرمجة والترجمة وتطوير البرامج والتطبيقات وغيرها.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

جاءت تطورات أدوات AI كتطور إضافي للذكاء البشري للقيام بالعديد من المهام المعقدة وإنجاز أمور قد يصعب تجميعها بواسطة العقل البشري.

حيث بدأت الإرهاصات الأولية منذ النصف الأول للقرن العشرين حينما أشار آلان تورنج سنة 1950م في ورقة بحثية بعنوان (آلات الحوسبة والذكاء) إلى مصطلح (Artificial Intelligence) لأول مرة.

ثم تطورت الأبحاث على يد العلماء في الجامعات الغربية ومنهم هربرت سيمون الذي أسس أول مختبرات لتنفيذ تجارب حول هذا المفهوم، حيث كانت النظرية الأولى قائمة على التنبؤ بقيام الحاسب الآلي في الآونة القادمة بجميع المهام التي يقوم بها الإنسان مع تطور الأدوات الخوارزمية لتعلم الآلة (ML).

ومع التمويل الكبير من الحكومات لهذه الدراسات؛ بدأت تظهر القدرات الفائقة للنظام الحاسبي في عدد من التخصصات مثل المجالات الطبية والاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء والإحصاء وغيرها. ليحقق الذكاء الاصطناعي أرباح هائلة جعلته هدفًا أساسيًا لجميع الدول والمؤسسات البحثية.

لتظهر معه العديد من الأدوات التقنية المبرمجة لإنجاز مهام البشر في كثير من المجالات والوظائف. لتُطرح الآن الكثير من التساؤلات على لسان ملايين الأشخاص المنتمين لهذه الوظائف. ليصبح الذكاء الاصطناعي ثورة العصر وموضوع ثري لعديد من الدراسات والأبحاث في مختلف الميادين.

أهداف الذكاء الاصطناعي

شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطورًا سريعًا مع بداية القرن الحادي والعشرين، لتثبت نجاحها في القيام بالكثير من المهام واتخاذ القرارات وحل المشكلات بناءً على تغذية الحاسب الآلي بملايين البيانات التي يتم تحليلها وإخراجها لتنفيذ الأوامر والمهام المسندة إليه.

أهداف الذكاء الاصطناعي

وقد كان الهدف الأساسي من تطورات الذكاء الاصطناعي هو إنشاء مجموعة من الأنظمة التي تعمل على تحسين أداء الأفراد والمؤسسات.

لأن الهدف المركزي التي تقوم عليه فكره الذكاء الاصطناعي هو أتمتة المعلومات والبيانات التي يتم تغذية أجهزة الحاسوب بها.

فالتغذية بكميات كبيرة من البيانات لا يمكن للعقل البشري استيعابها ومن ثم تحليلها وفهمها بصورة آلية، وإخراجها في تنفيذ القرارات، والإسراع في اتخاذها بما يساعد في تحسين أداء المؤسسات.

استخدامات الذكاء الاصطناعي

تأثرت الكثير من المجالات والوظائف بالثورة الأولى في عالم الذكاء الحاسوبي، وما زالت الدراسات تشير إلى مزيد من التهديد حول التخلي عن القوى العاملة بها مقابل أدوات الثورة التكنولوجية الجيدة.

وسيظل الفيصل فيها تطور العقل الاصطناعي للحاسوب وتغذيته بمزيد من الخوارزميات الآلية وتتبلور استخدامات الذكاء الاصطناعي في الآونة الحالية في:

  • القيام بالوظائف والمهام المختلفة والتي احتلت فيها تقنيات الذكاء الحاسوبي محل الإنسان مثل مجالات كتابة المحتوى وإجراء المحادثات والترجمة وتحليل البيانات والحملات التسويقية وخدمات البيع وغيرها من الوظائف.
  • الرعاية الصحية والمجالات الطبية التي أصبحت تعتمد بصورة كبيرة على هذه الأدوات في عمليات التشخيص والعلاج وصناعة الأدوية وتقديم خدمات الرعاية الطبية.
  • الألعاب الإلكترونية شهدت طفرة ملحوظة مع الاستخدامات الأولى لأدوات AI، فمن السهل تطوير وإنتاج ألعاب تعتمد على AI تفوق قدرات البشر.
  • الصناعة والإنتاج؛ فمن المتوقع أن تطور الأدوات الصناعية التي تسهم في زيادة الإنتاجية وكفاءة التشغيل، بالإضافة إلى تقليل نسبة التكاليف.
  • البرمجة وتطوير المواقع سيكون المجال الأكثر تأثرًا بتطورات الذكاء الاصطناعي والتي ستشهد منافسة قوية بين العقل البشري والعقل الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: 10 طرق عن كيفية الربح من الذكاء الاصطناعي في 2024

مستقبل عن الذكاء الاصطناعي

تباينت الرؤى والتنبؤات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي بين التفاؤل والقلق من آثاره المستقبلية على الأفراد وتهديده المباشر للعقل البشري وقدرات الإنسان على القيام بالمهام اليومية وأعمالهم.

مستقبل الذكاء الاصطناعي بين التفاؤل والقلق

فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن تطبيقات AI لها القدرة على السيطرة على وعي العقل البشر، خاصة مع التطور الكبير في تصميم الخوارزميات المعالجة لمحاكاة البنية الخاصة بالدماغ ووظيفته.

حيث من المتوقع أن تتطور تطبيقات AI بصورة متسارعة مع التنافس القوي من الشركات الاستثمارية الكبرى في العالم الغربي، وشركات التكنولوجيا الأهم عالميًا مثل ميتا وجوجل ومايكروسوفت وغيرها لتصبح تجربة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب غير متوقعة وذات تهديد على العقل البشري بصورة مباشرة.

فقد أشارت بعض الدراسات البحثية إلى أنه من المتوقع أن تسهم أدوات العقل الاصطناعي في تغير حالة الاقتصاد الدولي من خلال المساهمة في ارتفاع الناتج المحلي بمعدل 14% بحلول عام 2030. وهو ما سيؤدي إلى تأثيرات جذرية على حالة التضخم الاقتصادي التي تعيشها الكيانات الاقتصادية على مستوى العام.

فقد تدخلت تطبيقات الثورة التكنولوجية الجديدة للذكاء الاصطناعي في خدمات الصناعة والبيع والاتصالات والرعاية الصحية وخدمات الطعام والعقارات والترفيه والخدمات التكنولوجية وغيرها، وهو ما جعلها من الأسلحة القوية التي تتصارع عليها القوى العظمى في العالم.

أنواع الذكاء الاصطناعي

مازالت الكثير من المعلومات حول التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في هيئة إرهاصات تحتاج لمزيد من التجارب والتطبيقات، لذا من الصعب حصر الأنواع التي تظهر بها تطبيقات AI في الوقت الراهن. إلا أنه بصفة عامة يمكن التحدث عن ثلاثة أنواع للذكاء الاصطناعي وهم:

الذكاء الاصطناعي الضيق  (ANI  Artificial narrow intelligence)

هو النوع الأكثر شيوعًا واستخدامًا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدعومة بالخوارزميات المعقدة المغذية للشبكات العصبية، إلا أن هذه التطبيقات مازالت في طور الفردية الموجهة نحو القيام بمهمة فردية دون قدرتها على الإحلال الكلي للعقل البشري

الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence AGI)

تقترب أدوات AI العام بشدة من العقل البشري في قدراتها على القيام بالمهام التي يمكن للإنسان القيام بها، حيث تم ابتكار حاسوب القمة الخارق كجهاز كمبيوتر خارق للقدرات يمكنه تحليل بيانات حسابية يستغرق الإنسان فيها مليار سنة كاملة.

الذكاء الاصطناعي الفائق (Artificial super intelligence ASI)

هو النوع الأكثر محاكاة للقدرات والسلوك والوعي البشري، وهو ما زالت التجارب قائمة عليه حتى الآن للوصول إلى نسخة أعلى من الذكاء البشري بمراحل.

دراسة الذكاء الاصطناعي

ستظل دراسة هذا المجال لسنوات وقرون قادمة؛ فالتنافسية الشديدة بين المؤسسات والحكومات في ضخ استثمارات هائلة في دراسات وتجارب هذا المجال جعلته بوابة لعالم فائق من العلم الذي يحمل في طياته مزيد من القلق والتهديد.

فعلوم تعلَّم الآلة تحتل الصدارة الآن في كبرى المؤسسات العلمية والجامعات المرموقة لتهيئة الجيل الحالي والقادم على التعامل مع تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي. كما أن اتمتة الأعمال في المؤسسات والشركات من أجل زيادة كفاءة العمل والإنتاج، فما زالت هناك الكثير من التحديات التي تواجه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي منها:

  • تعلٌم تقنيات البرمجة الحاسوبية وال والقدرة على التعامل معها.
  • استهلاك الموارد الضخم سواء على مستوى الماديات والقدرة البشرية.
  • دقة البيانات التي يتم إدخالها والتأكد من صحتها وتوفر سعة تخزين كافية لها.
  • توفر بنية تحتية حاسوبية مؤهلة وقادرة على تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • الالتزام بسياسات الخصوصية والقيود التنظيمية الملزمة لسياسة حوكمة البيانات.

ختامًا يظل الذكاء الاصطناعي أمرًا واقعيًا لا مفر منه، ويجب على الجميع الاعتراف بتواجده والتأقلم مع تأثيراته المفروضة على نواحي شتى في الحياة اليومية. ولكن في الوقت ذاته يجب الاستمرار في التعلم واكتساب المهارات المختلفة لمواكبة هذه التطورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: نعتذر، لايمكن نسخ المحتوى