السرطان

سرطان المريء أعراضه وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج

المريء هو الأنبوب العضلي الطويل الذي ينقل الطعام من الحلق إلى المعدة، قد يصاب بنوع من السرطان يسمى سرطان المريء، الذي لا يتم اكتشافه عادةً إلا في مراحل متأخرة، وعند فشل محاولات علاجه يحاول المختصون إطالة عمر المصابين وتخفيف الأعراض لديهم، سنتعرف في هذا المقال على كل ما يدور حول سرطان المريء وعلى أسبابه وطرق الوقاية منه. 

ما هو سرطان المريء؟

يحدث سرطان المريء عندما تبدأ الخلايا السرطانية في نسيج المريء في النمو والتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه وغير منضبط، وهو ورم عدواني يحتل المركز العاشر بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، لكن للأسف لا تظهر أعراضه في كثير من الناس إلا بعد انتشار المرض. يمتد المريء لإفساح المجال للأشياء الكبيرة، مثل بلع قطع كبيرة من الطعام، لكن مع نمو الورم يبدأ في منع فتح المريء، مع مواجهة مشكلة في البلع أو الشعور بالألم عند البلع .

يصيب سرطان المريء حوالي 4 أشخاص من كل 100000 شخص في الولايات المتحدة، ويصيب عادةً الرجال أكثر من النساء خاصةً الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، ويصاب الأشخاص ذات البشرة السوداء أكثر بالنوع الحرشفي بينما الأشخاص البيض هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء الغدي.

الأنواع سرطان المريء

يوجد نوعان هما:

  • سرطان الغدة: وهو النوع الأكثر شيوعًا منه في الولايات المتحدة، حيث ينمو في الأنسجة التي تصنع المخاط الذي يساعد على البلع، ويؤثرعادةً على الجزء السفلي من المريء.
  • سرطان الخلايا الحرشفية: يبدأ هذا النوع في الخلايا الحرشفية التي تبطن المريء، يصيب سرطان المريء بالخلايا الحرشفية في الأجزاء العلوية والوسطى من المريء.

أعراض سرطان المريء

اعراض سرطان المريء
اعراض سرطان المريء

تتأخر أعراض سرطان المريء في الظهور حتى انتشار المرض، ذلك بسبب نمو السرطان بسرعة وتمدد المريء المرن حول الورم، وعند ظهور الأعراض فقد تشمل الآتي:

  • صعوبة البلع وهي من أول الأعراض التي قد يلاحظها الناس.
  • الشعور بألم في الحلق أو الظهر أو خلف عظام الصدر أو بين لوحي الكتف.
  • التقيؤ أو سعال الدم.
  • الإحساس بحرقة في المعدة.
  • وجود بحة في الصوت أو سعال مزمن.
  • حدوث نقصان في الوزن دون معرفة السبب.

أسباب سرطان المريء

لم تتوصل الأبحاث إلى معرفة السبب الدقيق، لكنها حددت عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة به مثل:

  • استخدام التبغ: سواء بالتدخين أو بدونه.
  • تعاطي الكحول: يزيد الاستخدام المزمن أو الكثيف للكحول من خطر الإصابة.
  • السمنة: قد تؤدي زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة إلى التهاب في المريء الذي قد يتطور ليصبح سرطانًا.
  • مريء باريت وارتجاع الحمض المزمن: وهو تغيير في خلايا في الجزء السفلي من المريء الذي يحدث من ارتداد الحمض المزمن غير المعالج، أيضًا الأشخاص المصابون بحرقة معوية طويلة الأمد أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء.
  • فيروس الورم الحليمي البشري: حيث أنه فيروس شائع يمكن أن يسبب تغيرات في الأنسجة في الحبال الصوتية والفم وعلى اليدين والقدمين والأعضاء التناسلية.
  • تاريخ السرطان: حيث أن الأشخاص المصابون بسرطان الرقبة أو الرأس أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء.
  • اضطرابات أخرى: حيث يرتبط سرطان المريء ببعض الحالات النادرة أو الوراثية، مثل داء النمل، وهو اضطراب وراثي نادر ينمو فيه الجلد الزائد على راحة اليدين وباطن القدمين، ومرض آخر يسمى (achalasia).
  • التعرض لبعض المواد الكيميائية في العمل: مثل مذيبات التنظيف الجاف حيث التعرض لها طويلًا يزيد من خطر الإصابة.

طرق التشخيص

في البداية سيتم السؤال حول الأعراض والتاريخ الطبي، ثم القيام بإجراء الاختبارات التالية لتشخيص الحالة:

  • ابتلاع الباريوم: حيث يشرب الناس سائلًا خاصًا به باريوم، مما يسهل على المختصين النظر إلى المريء من خلال سلسلة من الأشعة السينية. 
  • التصوير المقطعي المحوسب: الذي يساهم في معرفة إذا كان الورم قد انتشر في الصدر والبطن.
  • تنظير المريء: يستخدم فيه أنبوبًا رقيقًا مرنًا يسمى المنظار الداخلي، للنظر إلى داخل المريء.
  • الموجات فوق الصوتية بالمريء: لخلق صورًا خاصة بالمريء.
  • الخزعة: أثناء تنظير المريء قد يقوم المختص بإزالة قطعة صغيرة من الأنسجة، لفحصها تحت المجهر للبحث عن وجود خلايا سرطانية.

يقسم المختصون الورم إلى عدة مراحل طبقًا لعدة عوامل، مثل موقع وعمق الورم السرطاني وإذا كان انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو أنسجة وأعضاء أخرى، حيث تكون الأورام منخفضة الدرجة بطيئة النمو وأقل عدوانية، بينما الأورام عالية الدرجة هي أورام سريعة النمو وأكثر عدوانية.

تقسم مراحل سرطان المريء إلى:

  • المرحلة 0: تكون الخلايا غير الطبيعية ليست سرطانية بعد، ولا زالت في طبقة الخلايا التي تبطن المريء.
  • المرحلة الأولى: توجد الخلايا السرطانية  في طبقة الخلايا المبطنة للمريء.
  • المرحلة الثانية: يصل السرطان فيها إلى طبقة العضلات أو الجدار الخارجي للمريء، قد يكون السرطان قد انتشر إلى 1 إلى 2 من العقد الليمفاوية القريبة.
  • المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان فيها إلى عمق الطبقة العضلية الداخلية أو جدار النسيج الضام. وقد  ينتشر إلى ما وراء المريء إلى الأعضاء المحيطة أو انتشر إلى المزيد من الغدد الليمفاوية بالقرب من المريء.
  • المرحلة الرابعة: هذه هي المرحلة المتقدمة، حيث ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم و إلى العقد الليمفاوية البعيدة عن المريء

 طرق العلاج من سرطان المريء

يعتمد علاج سرطان المريء على مرحلة السرطان ودرجته ومدى انتشاره، حيث تشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • الجراحة: حيث يعتبر استئصال المريء هو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان المريء في المراحل المبكرة، والذي يتضمن إزالة جزء أو معظم المريء والأنسجة المحيطة، و يصنع الجراحون مريئًا جديدًا عن طريق سحب جزء من المعدة إلى الصدر والرقبة.
  • العلاج الإشعاعي: يعمل الإشعاع على قتل الخلايا السرطانية أو إتلافها عن طريق توجيه شعاع إشعاعي إلى الورم، ويستخدم هذا الإجراء كعلاج مساعد قبل الجراحة أو بعدها.
  • العلاج الكيميائي: العلاج الكيميائي يستخدم لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو.
  • التشريح تحت الغشاء المخاطي بالمنظار (ESD): قد يستخدم الجراحون ESD لعلاج سرطان المريء في المراحل المبكرة جدًا.
  • استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار (EMR): يستخدم الجراحون هذا الإجراء لإزالة الأورام في البطانة المخاطية للمريء.
  • العلاج بالليزر بالمنظار: يستخدم هذا العلاج لتخفيف الأعراض عند حدوث صعوبة ابتلاع بسبب كبر الورم في المريء.
  • العلاج الضوئي (PDT): يدمر العلاج الضوئي الأورام بأدوية تسمى الحساسات الضوئية، حيث ينشط الضوء هذه الأدوية ويخلق تفاعلًا كيميائيًا يقتل السرطان.
  • العلاج المستهدف: يتم في هذا العلاج استخدام أدوية تستهدف بروتينات HER2 اللازمة لنمو السرطان.
  • العلاج المناعي: الذي يستخدم فيه  أدوية تساعد في استجابة الجهاز المناعي للخلايا السرطانية المريئية.

كيفية الوقاية

يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان المريء عن طريق تناول الطعام الجيد، والحفاظ على وزن صحي. بالإضافة إلى  تجنب أنشطة محددة، مثل استخدام التبغ أو شرب الكثير من الكحول أو التعرض للمركبات الكيميائية لفترة طويلة. وسؤال الطبيب الخاص عن ضرورة تلقي لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

في حالة الإصابة بمريء باريت أو التهاب المريء المزمن،  قد يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بإجراء منظار المريء لإجراء فحص دقيق للمريء.

ختامًا، يعد سرطان المريء من أكثر أنواع السرطان صعوبة في العلاج، بسبب ظهور الأعراض في مرحلة متأخرة من المرض، لذلك ننصح بمحاولة اتباع طرق الوقاية لتقليل خطر الإصابة به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: نعتذر، لايمكن نسخ المحتوى